تبحث العديد من الأسر السعودية عن عمالة منزلية موثوقة لمساعدتها في أداء المهام اليومية، ومن بين الجنسيات المتاحة، أصبحت الشغالات الكينيات خيارًا شائعًا نظرًا لمهاراتهن وتكلفتهن المناسبة. ومع ذلك، فإن توظيف شغالة كينية قد يكون له مزايا وعيوب، ويجب على أصحاب العمل معرفة هذه الجوانب لضمان تجربة ناجحة. في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل مزايا وعيوب الشغالات الكينيات خاصة مع الأطفال، رواتب الخادمات الكينيات في السعودية، تجربة أحد الأسر مع الخادمات الكينيات مع تقديم نصائح مهمة عند الاستقدام.
مزايا الشغالات الكينيات
تتمتع الشغالات الكينيات بعدة مميزات تجعل العديد من الأسر السعودية تفضل توظيفهن على جنسيات أخرى. هذه المزايا تشمل القدرة على التكيف، التكلفة المناسبة، والمهارات المتعددة في الأعمال المنزلية. فيما يلي أبرز الفوائد التي يمكن أن توفرها العاملة الكينية للأسرة السعودية:
1. القدرة على التكيف مع العادات والتقاليد
التكيف مع بيئة العمل والثقافة المحلية أمر مهم لضمان الانسجام بين الشغالة والأسرة. العاملات الكينيات يتمتعن بمرونة عالية في التأقلم مع بيئات العمل المختلفة.
- يمكنهن التأقلم بسرعة مع العادات والتقاليد السعودية، خاصة فيما يتعلق بالحجاب واللباس المحتشم.
- احترام القيم الإسلامية، مثل أوقات الصلاة وآداب التعامل داخل المنزل.
- القدرة على التعامل مع أفراد الأسرة، خاصة الأطفال وكبار السن، وفق العادات المحلية.
- إمكانية التعلم السريع لطريقة العمل المطلوبة داخل المنزل دون الحاجة إلى متابعة مستمرة.
- يتمتعن بطبيعة هادئة وصبورة، مما يجعلهن قادرات على العمل لفترات طويلة دون مشاكل كبيرة.
2. التكلفة المعقولة مقارنة بجنسيات أخرى
تلعب التكلفة دورًا أساسيًا عند اختيار العمالة المنزلية، وتعتبر الشغالات الكينيات من الخيارات الاقتصادية المتاحة في السوق السعودي.
- تكاليف استقدامهن أقل مقارنة بجنسيات مثل الفلبين أو إندونيسيا.
- رواتبهن الشهرية تكون في المتناول مقارنة بجنسيات أخرى ذات أجور مرتفعة.
- تكاليف التأمين والرعاية الطبية تكون أقل نظرًا لصحة معظم العاملات الكينيات الجيدة.
- إمكانية استقدامهن بعقود مرنة تناسب ميزانية الأسرة.
- قلة نسبة الهروب أو ترك العمل مقارنة بجنسيات أخرى، مما يقلل من التكاليف الإضافية.
3. إتقان اللغة الإنجليزية الأساسية
التواصل الفعّال بين الشغالة وأفراد الأسرة يساعد في سير العمل بسلاسة، وتعد القدرة على التحدث باللغة الإنجليزية ميزة قوية للعاملات الكينيات.
- أغلب الشغالات الكينيات لديهن معرفة جيدة باللغة الإنجليزية، مما يسهل التفاهم مع أصحاب العمل.
- القدرة على فهم التعليمات بشكل أوضح، خاصة في المنازل التي تستخدم الإنجليزية كلغة أساسية.
- سهولة التواصل مع الأطفال الذين يدرسون في المدارس الدولية أو يتعلمون الإنجليزية.
- تسهيل عمليات الشراء والتعامل مع الأسواق، خاصة عند توصيل الطلبات المنزلية.
- إمكانية تعلم بعض الكلمات العربية الأساسية بسرعة مع مرور الوقت.
4. القدرة على أداء المهام المنزلية المتعددة
تحتاج الأسر السعودية إلى عمالة منزلية قادرة على أداء مختلف الأعمال بكفاءة، وهو ما تتقنه الشغالات الكينيات.
- يجيدن التنظيف بمستوى جيد ويحافظن على نظافة المنزل بشكل يومي.
- يمكنهن تعلم طهي الأكلات السعودية أو تحضير وجبات بسيطة وفق توجيهات الأسرة.
- لديهن خبرة في العناية بالأطفال ومساعدة الأمهات في تربيتهم.
- القدرة على العناية بكبار السن وتقديم المساعدة لهم في احتياجاتهم اليومية.
- يتمتعن بقدرة على تحمل ضغط العمل لساعات طويلة دون تذمر.
5. العاملات الكينيات مع الأطفال
إحدى أهم المهام التي تُسند إلى الخادمات في السعودية هي رعاية الأطفال، لذلك من الضروري معرفة مدى كفاءة الشغالات الكينيات في هذا الجانب قبل اتخاذ قرار التوظيف.
- تتمتع العديد من الشغالات الكينيات بخبرة جيدة في العناية بالأطفال، خاصة من سبق لهن العمل في دول الخليج.
- تشتهر الكينيات بالحنان والصبر في التعامل مع الأطفال، خاصة في السنوات الأولى
- يمكنهن المساعدة في الأعمال الأساسية مثل إطعام الأطفال، تنظيفهم، وترتيب غرفهم.
- بعضهن يجيد التعامل مع الأطفال بطريقة هادئة وصبورة، مما يسهم في خلق بيئة آمنة داخل المنزل.
- بسبب عدم إتقان بعضهن للغة العربية، قد يجد الأطفال صعوبة في التواصل معهن، مما قد يؤثر على التفاعل اليومي.
اقرأ أيضا: تجاربكم مع الشغالات البرونديات
عيوب الشغالات الكينيات
على الرغم من المزايا العديدة، هناك بعض العيوب التي قد تواجهها الأسر عند توظيف شغالة كينية، لذا من المهم أن تكون هذه الأمور واضحة منذ البداية لتجنب أي مشكلات مستقبلية.
1. عدم إتقان اللغة العربية
اللغة هي أحد العوامل الأساسية التي تؤثر على جودة التواصل بين الشغالة وأفراد الأسرة، وقد يكون عدم إتقان العربية تحديًا لبعض الأسر.
- معظم الشغالات الكينيات لا يتحدثن العربية بطلاقة، مما قد يسبب صعوبات في التواصل.
- قد يكون هناك تأخير في تنفيذ المهام بسبب عدم فهم التعليمات بشكل صحيح.
- يمكن أن تواجه الشغالة صعوبة في التعامل مع الأطفال الذين لا يتحدثون سوى العربية.
- يحتاج الأمر إلى بعض الوقت حتى تتعلم الشغالة الكلمات الأساسية المتعلقة بالعمل.
- قد تحتاج الأسرة إلى استخدام مترجم أو توضيح الأمور بالإشارة في البداية.
2. الحاجة إلى تدريب أولي
بعض الشغالات قد يصلن دون خبرة كافية في الأعمال المنزلية وفق المعايير المطلوبة في السعودية.
- قد تحتاج إلى تدريب على طريقة التنظيف وترتيب المنزل وفقًا لمعايير الأسرة.
- بعضهن لا يملكن خبرة سابقة في الطبخ السعودي، ما يستدعي تدريبهن على إعداد الوجبات المحلية.
- قد تكون هناك حاجة لتعليمهن كيفية التعامل مع الأجهزة المنزلية الحديثة.
- من الممكن أن تواجه الأسرة بعض الصعوبات في البداية حتى تتأقلم الشغالة مع العمل.
- يفضل أن تضع الأسرة جدولًا تدريبيًا واضحًا خلال الأسابيع الأولى.
3. اختلاف العادات الغذائية والممارسات اليومية
يؤثر اختلاف العادات الغذائية على التفاهم بين الشغالة والأسرة، خاصة في تحضير الطعام.
- بعض الشغالات قد لا يكن على دراية بالأكلات السعودية وطريقة تحضيرها.
- قد يكون لديهن تفضيلات غذائية مختلفة تؤثر على استهلاك الطعام داخل المنزل.
- يحتاج الأمر إلى بعض الوقت حتى تتعلم الشغالة طهي الطعام بطريقة تناسب ذوق الأسرة.
- قد تحتاج الأسرة إلى توجيهها بشأن طريقة التعامل مع الأطعمة الحلال والضوابط الإسلامية.
- من الأفضل تقديم قائمة وجبات واضحة حتى يسهل عليها التعلم والتأقلم.
رواتب الخادمات الكينيات في السعودية
تعتبر تكلفة استقدام الشغالات الكينيات في السعودية من العوامل التي تجعلها خيارًا مناسبًا للعديد من الأسر، حيث تعد أقل مقارنة ببعض الجنسيات الأخرى.
- متوسط راتب الشغالات الكينيات في السعودية يتراوح بين 900 إلى 1200 ريال سعودي شهريًا، حسب الخبرة وطبيعة العمل.
- تكلفة الاستقدام عبر مكاتب التوظيف تتراوح ما بين 9,000 إلى 12,000 ريال سعودي، وقد تختلف حسب المكتب والخدمات المقدمة.
- بعض الشغالات يطلبن زيادة في الرواتب بعد فترة من العمل، خاصة إذا كانت لديهن خبرة طويلة في المملكة.
- يفضل البعض البحث عن شغالة كينية نقل كفالة، حيث تكون التكاليف أقل مقارنة بالاستقدام الجديد.
- من المهم التأكد من أن العقد يحدد الراتب بوضوح لتجنب أي خلافات مستقبلية.
تجربتي مع الخادمات الكينيات
التجربة الأولى
في أحد الأيام وصلت إلى منزلنا سلمى، خادمة جديدة من كينيا، حاملة معها ابتسامة خجولة وحقيبة صغيرة مليئة بالأمل. كانت تلك المرة الأولى التي نستقدم فيها عاملة منزلية من كينيا، فمعظم تجاربنا السابقة كانت مع عاملات من دول آسيوية. بدت سلمى مختلفة، لهجتها الإنجليزية الواضحة مزجت بين نبرة إفريقية دافئة ولهجة عربية مكتسبة بسرعة.
- في البداية، واجهت سلمى صعوبة في فهم بعض العادات المحلية، مثل طريقة إعداد القهوة العربية، أو أهمية ارتداء العباءة عند وجود ضيوف.
- كانت تخلط بين أسماء التوابل في المطبخ، وتتساءل بحرص: "هل هذا الكمون أم الكركم؟".
- لكنها كانت سريعة التعلم، حملت دفترًا صغيرًا تكتب فيه الكلمات العربية مع ترجمتها بالسواحيلية، وبدأت تتدرب على نطق "صباح الخير" و"مساء النور" بلهجة سعودية مضحكة.
- ذات يوم، فاجأتنا سلمى بتحضير طبق "أوغالي" الكيني التقليدي مع يخنة الخضار (سوما ويكي).
- روت لنا كيف كانت تعده لعائلتها في قريتها القريبة من نيروبي، بينما كنا نحكي لها عن الكبسة والمندي.
- أصبحت وجبة العشاء فرصة لتبادل القصص، تحدثت عن السافانا الشاسعة وحيواناتها، بينما شاركناها صورًا لرحلاتنا في صحراء الربع الخالي.
- لم تكن كل الأيام سهلة. مرةً، وجدت سلمى تبكي في غرفتها، كانت تفتقد أولادها الثلاثة الذين تركهم عند أختها في كينيا.
- قالت بصوت مرتجف: "أعمل لأجل تعليمهم، لكن قلبي يؤلمني كل ليلة". من ذلك اليوم، شجعناها على الاتصال بهم عبر الفيديو يوميًا، وساعدناها في إرسال هدايا بسيطة لهم في الأعياد.
- بعد ثلاث سنوات، اضطرت سلمى للعودة إلى بلدها بسبب ظروف عائلية.
- في يوم رحيلها، ارتدت الثوب الكيني المزركش الذي احتفظت به في حقيبتها منذ قدومها، وأهدتنا سلة منسوجة يدويًا من قريتها. قالت: "شكرًا لأنكم جعلتموني أشعر بأنني جزء من العائلة، لا مجرد خادمة".
- علمتنا سلمى أكثر مما علمتها. عرفتنا على ثقافة كينيا الغنية، وعلى قوة التضحية التي يقدمها العاملون مثلها من أجل مستقبل أحبائهم.
- اليوم، كلما سمعت كلمة "أشانتي" (شكرًا بالسواحيلية)، أتذكر كيف حولت إرادتها الفولاذية وقلبها الكبير الغربة إلى بيت، والاختلافات إلى جمال.
التجربة الثانية
عند اتخاذ قرار استقدام شغالة كينية، كنت مترددًا في البداية بسبب قلة المعلومات المتوفرة حول أدائهن ومدى توافقهن مع بيئة العمل في السعودية. بعد الاستفسار من الأصدقاء والبحث عن تجارب الآخرين، وجدت أن العديد منهم أشادوا بكفاءتهن، مما شجعني على خوض التجربة بنفسي. كانت لدي بعض المخاوف بشأن حاجز اللغة ومدى التزام العاملة بالمهام المنزلية، لكنني قررت منح الأمر فرصة.
- التواصل والتفاهم: في البداية، واجهت صعوبة في التواصل معها، حيث لم تكن تجيد العربية وكانت تتحدث الإنجليزية بلكنة غير مألوفة. اضطررت إلى استخدام كلمات إنجليزية بسيطة بالإضافة إلى الإشارات لتوضيح المهام اليومية، ولكن مع مرور الوقت، بدأت تتعلم بعض العبارات العربية الأساسية، مما سهّل التواصل كثيرًا.
- الكفاءة في العمل: من ناحية الأداء المنزلي، لاحظت أنها تجيد التنظيف والترتيب بدقة دون الحاجة إلى توجيه مستمر، وهو ما وفر علي الكثير من الجهد. كما أنها كانت سريعة التعلم ومستعدة لاكتساب مهارات جديدة، خاصة فيما يتعلق بالطبخ.
- التعامل مع الأطفال: لم تكن لديها خبرة واسعة في رعاية الأطفال، لكنها كانت صبورة وهادئة، وهو ما ساعد على بناء علاقة جيدة مع أطفالي بمرور الوقت. رغم ذلك، لاحظت أن حاجز اللغة كان في البداية عائقًا أمام التفاعل الفعّال معها، لكنه تحسن تدريجيًا بعد فترة من العمل.
- الالتزام والانضباط: من الجوانب الإيجابية التي لاحظتها أنها لم تكن كثيرة المطالب ولم تشتكِ من ضغط العمل. كانت تلتزم بمهامها وتؤديها بإتقان، لكنني كنت بحاجة إلى متابعة مواعيد إنجاز الأعمال للتأكد من إتمامها في الوقت المطلوب.
- التجربة بشكل عام: بعد مرور عدة أشهر، وجدت أن تجربتي مع الشغالة الكينية كانت جيدة إلى حد كبير، رغم التحديات الأولية المتعلقة بالتواصل والتأقلم مع طبيعة العمل. لو كنت سأكرر التجربة، فسأحرص على اختيار عاملة لديها خبرة سابقة في السعودية لتجنب مشاكل التكيف وتعجيل عملية التعلم والتأقلم مع بيئة العمل الجديدة.
نصائح عند توظيف شغالة كينية
لضمان تجربة توظيف ناجحة، يجب اتباع بعض الإرشادات التي تساعد في تفادي المشاكل المحتملة وتحقيق أقصى استفادة من وجود الشغالة الكينية في المنزل.
- اختيار مكتب استقدام موثوق لضمان الحصول على عاملة ذات سجل نظيف ومؤهلة للعمل.
- توضيح المهام بوضوح منذ البداية حتى تكون الشغالة على دراية بالمتطلبات والمسؤوليات.
- فترة تجربة قبل التعاقد النهائي لاختبار مهاراتها ومدى توافقها مع احتياجات الأسرة.
- التواصل والصبر في التوجيه لضمان تعلمها لطريقة العمل المطلوبة بسلاسة.
- التأكد من الحالة الصحية والفحص الطبي لضمان سلامتها قبل دخول المنزل.
يمكن أن تكون الشغالات الكينيات خيارًا مناسبًا للعديد من الأسر السعودية نظرًا لمهاراتهن وتكلفتهن المعقولة، لكن من المهم مراعاة بعض التحديات المحتملة لضمان تجربة توظيف ناجحة. عبر التخطيط الجيد، والتواصل الواضح، والتدريب المسبق، يمكن للأسرة تحقيق أقصى استفادة من وجود الشغالة في المنزل.
اترك تعليقك